تحقيق مفصل عن القسم السوري من مشفى عاقلة في المملكة الأردنية عن ادارة Syria Relief & Development
القسم السوري من مشفى عاقلة في المملكة الأدرنية ... شكاوى متتابعة على الإدارة .
د.سري بكار: أنا لست مدير القسم السوري من مشفى عاقلة .... و الحملة ضدي لغايات شخصية القسم السوري من مشفى عاقلة في المملكة الأردنية والمخصص لاستقبال الجرحى والمرضى السوريين , أصبح مثار جدل واسع في هذه الأونة , بسبب تبادل الاتهامات بين المسؤولين عن إدارته والقائمين على دعمه من جهة , و بعض الأطباء و المصابين و المشافي الميدانية و مكاتب إرتباط الجرحى من جهة أخرى .
وانحصرت معظم تلك الاتهامات على سوء إدارة المشفى المتمثلة بالدكتور سري بكار والتهرب من استقبال الجرحى والمرضى السوريين بحجة عدم وجود دعم كاف , فيما ذهبت إدارة المشفى إلى اتهام بعض الأطباء بشن حملة تشويه للحقائق بحق د. سري و جمعية سوريا للاغاثة والتنمية "SRD".
جرحى ومرضى تم طردهم من المشفى :
الجريح خلف عيسى السماني من مدينة الكسوة بريف دمشق قال: "دخلت إلى مشفى عاقلة في 30-7-2013م قادماً من الشريط الحدودي , وجسدي مليء بالشظايا إضافةً إلى كسر في أسفل الفخذ , وبقيت في المشفى حتى نهاية العام دون خضوعي لأي عمل جراحي (باستثناء علاج لتخثر الدم )بحجة عدم وجود دعم مادي .
وتابع خلف الذي لا يزال يعاني من إصابته الى الآن :"دخل بعدي العديد من المرضى والجرحى وتم إجراء العمليات لهم بحكم قربهم من إدراة المشفى , وعند سؤالي الدكتور سري بكار عن الأسباب قال لي حرفياً ((عمليتك صارت باردة)).
وتحدث المريض أحمد سامح عبد الرحمن من محافظة حلب للهيئة السورية للإعلام:"سجلت دخول الى مشفى عاقلة بعد موافقة الطبيب المختص على إجراء عمليتي (فتاق) , وبعد انتظاري لساعات طويلة دون اجراء العملية وأنا صائم قمت بتناول الطعام فقرر الطبيب المختص تأجيل العملية إلى اليوم التالي.
وفي اليوم التالي تم رفض العملية من قبل المدير المسؤول عن قسم السوريين بسبب خدش بسيط في ورقة المفوضية وتم بعدها طردي من المشفى ولم أجري العملية حتى الآن."
ضباط منشقون لم يتم استقبال ذويهم داخل مشفى عاقلة :
وأشار العقيد المنشق تركي الرفاعي "قائد لواء عاصفة الجنوب" أن إدارة مشفى عاقلة لم تبدي أي اهتمام بحالة طفلته المصابة بمرض عضال , حيث ذهب الى المشفى مرات عديدة حاملأ التقارير الطبية التي تشرح حالة ابنته المزرية و حاجتها الى عمل جراحي مستعجل .
و اكد العقيد للهيئة أنه " تم تحديد موعد للعملية في 15/3/2014م من قبل الدكتور يوسف بركات وقبل نهاية الدوام فوجئت برفض مدير القسم السوري للمشفى أوراق القبول لأسباب مزاجية".
فيما ذهب العميد المنشق كامل مجاريش إلى أن نقل ما يجري في مشفى عاقلة أمر ليس شخصي وانما لإزالة الظلم عن اللاجئين السوريين حسبما عبر العميد.
وقال العميد حول هذا الموضوع:((لدي قريب يعاني من مرض "ثلاسيميا" ويحتاج لتبديل دم بشكل شهري , وبعد انتهاء مفوضيته اضطررنا اللجوء إلى المشافي التي يوجد فيها قسم للسوريين ,فاتصلت بالدكتور سري ولكنه لم يجاوب على عشرات المكالمات ))
وأضاف العميد كامل :"قمت بعدها ببعث رسالة على رقمه الخاص عن وضع المريض وحاجته الماسة لتبديل الدم , فرد علينا بعد فترة أنه لايوجد مكان لاستقباله غير مكترث بوضعه الصحي".
مسؤولون عن ملفات الجرحى في الأردن ييدون انزعاجهم من إدارة المشفى :
وعند اتصالنا بالسيد يسار عوير "رئيس رابطة الجرحى السوريين في الأردن" , أكد لنا أن المشكلة ليست في إدارة مشفى عاقلة وحدها وإنما مع بعض الأطباء السوريين "المتنفعين" , حيث يصعب على الرابطة إدخال الجرحى إلى المشافي وفي بعض الأحيان تضطر الرابطة الى دفعة تكاليف علاج الجريح في المشفى .
فيما أكد عمر الترك " منسق أمور الجرحى في العاصمة الأردنية عمان " أن المشكلة الأكبر مع مشفى عاقلة هي بالقبولات والتحليلات وانتقاء الحالات الصحية بطريقة غريبة" .
و أضاف الترك قائلاً:" هناك العديد من الحالات التي وصلتنا واستشهدت في الطوارئ لعدم استقبالهم في المشافي وفيما يخص مشفى عاقلة فإن جميع الكادر الطبي داخل المشفى متعاون معنا ولكن يأتي المدير لينسف ذلك التعاون"
وجاء على لسان المتحدث باسم مكتب ارتباط الكرامة الخاص بالجرحى السوريين في محافظة الرمثا:" مشفى عاقلة هي مشفى مغطاة مادياً بالكامل كما يعلم الجميع ولكن الحالات التي يستقبلونها حالات محددة , و بمعايير مخصصة تمنعنا الاستفادة من إمكانيات المشفى".
وتابع متحدث المكتب كلامه عن بعض الحالات التي لم يتم استقبالها في مشفى عاقلة بالقول :((قدم إلينا جريح من الداخل كان قد أُجري له عمل جراحي في احدى المشافي الميدانية ويحتاج لمراقبة لعدة أيام حتى استقرار حالته الصحية , فاتصلنا بالدكتور سري بكار لاستقباله فرد علينا بطريقة مفاجئة وقال حرفيا : " بطلوا هالأسلوب معي , لماذا لا تبعثوا لمشفى عاقلة سوى الحالات الباردة ؟", علماً أن المشفى لم تستقبل اي من الحالات المستعصية والخطيرة وغير المستقرة داخل المشفى سابقاً)).
حالات كثيرة منها الحرجة لم يتم استقبالها في مشفى عاقلة :
ولدى استفسارنا من بعض المطلعين على أمور مشفى عاقلة لم يتردد السيد زياد إمام والذي يعمل في الأمور الإغاثية عن إجابتنا على تساؤلاتنا حيث قال:" لدي اكثر من 200 فاتورة دفعتها بنفسي لحالات ولادة طبيعية وقيسيرية (85دينار للولادة الطبيعية - 350 دينار للولادة القيسيرية) في أوقات كانت المشفى مغطاة من قبل جمعية سوريا للاغاثة والتنمية SRD والمتواجد مقرها الرئيسي في امريكا."
وتابع إمام حديثه:" لدي حالة جديدة لإمرأة لديها كتلة بالثدي ولا تنام الليل من الألم ,اخذتها لمشفى عاقلة وطلبوا مني دفع تكاليف العملية بحكم أني دفعت تكاليف مئات العمليات داخل المشفى".
وخلال حديثنا مع السيد زياد أمام علمنا منه أنه قام مع مجموعة من المتبرعين بإفتتاح دور لاستقبال الجرحى في عمان , وخاصة المرفوضين من المشافي وبعضهم في حالات صحية يرثى لها.
وعند علم بعض المطلعين على أمور المشفى أن الهيئة السورية للإعلام بصدد إجراء تحقيق صحفي موسع عن مشفى عاقلة قدموا إلينا , وأفادونا ببعض المعلومات والتي سنسردها للقراء على لسانهم وليس على لسان الهيئة :
- هناك حالة صحية جاءت إلى المشفى من مدينة الحراك بريف درعا لشابة تبلغ من العمر 13 سنة وتعاني من فقر دم شديد ونزف في الرحم مع ألام بطنية شديدة , بحاجة إلى عمل جراحي إسعافي رفض الدكتور سري بكار استقبالها , علماً أنها لا تملك مفوضية وقام الدكتور موسى عاقلة مدير المشفى الأردني باستقبال المريضة وإجراء العمل الجراحي على حسابه الخاص مع تكاليف الأدوية.
- هناك العديد من العمليات يتم رفضها بحجة أن المريض لديه مفوضية مع العلم أن عدد كبير منهم هم جرحى حرب , ومن ضمنهم إمرأة من مدينة الشيخ مسكين تحمل جنسية لبنانية زوجها من مدينة زيزون وفقدت أحد أولادها ودماء ابناءها على جسدها لحظة وصولها إلى المشفى , رفض المدير استقبالها حتى تدخل احد الأشخاص الذي يعمل في الولايات المتحدة بنفس الجمعية SRD وطلب منه استقبالها وبعد عناء طويل تم قبولها.
- كان هناك عدة نساء بحاجة إلى ولادات تم رفضهم من قبل د. سري بكار قبل حوالي العام , وقام الدكتور موسى عاقلة باستقبالهن وإجراء العمليات الولادية كاملة على حساب المدير الأردني مجاناً.
- تم إحضار عائلة مؤلفة من 3 أشخاص منذ حوالي السنة (الزوج والزوجة و زوجة أحد ابنائه) بقصف في قرية تل شهاب " طيران حربي ", تم إجراء عمل جراحي عظمي للرجل ولكن بسبب عدم توافر طبيب أوعية ساءت حالة المريض وتم إحالته لمشفى الجزيرة وتوفي هناك , و زوجته بتر قدمها .
- الدكتور سري يتحدث مع الكادر الطبي داخل مشفى عاقلة بطريقة " فوقية" ويقول بلغة عامية : "يلي ما بيعجبني منكم بدي قلعو" وبإمكانكم سؤال الكادر والمرضى والجرحى عن هذه العبارات .
بعض المشافي الميدانية في درعا تؤكد عدم استقبال أي دعم من جمعية "SRD" :
هذا وقد وصلتنا نسخ لبيانات من الأطباء المسؤولين عن بعض المشافي الميداني في محافظة درعا ومنها :((مشفى الدكتور عيسى عجاج في مدينة درعا ومشفى الحراك وجاسم والكرك الشرقي وإنخل والجيزة وبصر الحرير ووادي اليرموك )) أكدوا فيها عدم استلامهم لدعم طبي أو مادي من جمعية SRD أو من د. سري بكار شخصياً.
رأي بعض الأطباء بإدراة القسم السوري من مشفى عاقلة :
وخلال لقاءنا بالدكتور يوسف بركات "اخصائي جراحة بولية" أفادنا ببعض المعلومات عن الجوانب المالية والادراية في المشفى حيث قال:(( مشفى عاقلة مؤسسة لخدمة الجرحى السوريين يجب أن يكون تمويلها عن طريق جميعة سوريا للإغاثة والتنمية الSRD, لكن على أرض الواقع لا تدفع غير رواتب الاطباء والممرضين.,فيما تتكفل منظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم بتمويل العمليات للجرحى والمرضى)).
ولدى سؤالنا للدكتور يوسف عن أسباب تركه للعمل في مشفى عاقلة أجاب:((المحسوبية و التدخلات العائلية ضمن المشفى وكأن المشفى ملك للدكتور سري بكار ,إضافة لسوء التعامل مع المرضى والأطباء والممرضين واستخدامه الدائم لكلمة "قلعوللمريض" هو ما جعلني أترك عملي))
وبالحديث عن عدم وجود قسم للعناية المشددة أكد الدكتور يوسف أن د. سري استلم من وزير الصحة في الحكومة المؤقتة د. عدنان حزوري بيد مدير العلاقات العامة بالمشفى المدعو "أبو العلا" , مبلغ 50 ألف دولار بموجب إيصال نظامي من جمعية SRD , ومذكور في الإيصال أن هذا المبلغ هو لقاء كلفة تشغيلية لقسم العناية المشددة لمدة 5 أشهر تبدأ من تاريخ تجهيزه , ومن تاريخه إلى اليوم لم يتم تشغيل قسم العناية المشددة .
ومن جانبه شرح لنا الدكتور منذر الحايك "مدير العيادات في الهيئة الإغاثية الاردنية سابقاً" عن تجاهل د. سري لعشرات المكالمات التي تصله من أجل استقبال جرحى في مشفى عاقلة, وأنه عند لقائه بالدكتور سري في أحد الاجتماعات واجهه بهذه القضية فقال له حرفيا:" انا لا أجيب على الأرقام الغريبة أجيب فقط على من لدي اسمائهم ".
وفي جانب آخر أكد د. منذر اعتذار د.سري من أجل إيصال ادوية مستعجلة للمشافي الميدانية في حوران , علماً أنه في جلسة سابقة قال لنا : " اي وقت تحتاجون به للأدوية من أجل المشافي الميدانية اتصلو بي فوراً" والكلام للدكتور منذر .
أما الدكتور عدنان أبازيد "اختصاص طوارئ وعناية مشددة" سرد للهيئة السورية للإعلام ما حدث معه أثناء وصوله للمملكة , ولكن كموقف إنساني وليس كاتهام شخصي حسبما قال .
وأبرز ما جاء في سرده:"تعرضت والدتي (74عاماً)لسقوط حاد أثناء نقلنا للأمتعة من الزعتري الى احدى قرى أربد ما أسفر عن كسر في فخذها, فأشار لي أصدقائي الأطباء بنقلها فوراً إلى مشفى عاقلة في عمان , وبعد وصولنا للمشفى واجرائنا للصور الأولية دخلت إلى الطبيب المسؤول ويدعى سري بكار وعرفته عن نفسي كزميل له , وعن وضع والدتي وطلبت منه أن يقبلها في المشفى ولكنه رفض بحجة توقف الدعم عن السوريين, وطول فترة الحديث بيننا هو جالس على مكتبه ولم يأذن لي بالجلوس وكان تعامله معي تعامل متعالي "
الدكتور سري بكار يرد على كل تلك الاتهامات ويصفها بالكاذبة :
أبدى د. سري رحابة صدر وتجاوب مميز مع استفساراتنا واسئلتنا كهيئة سورية للإعلام وبدأ حديثه بالتنويه عن عدم مصداقية الخبر الذي تم نشره على موقعنا عن إدارة مشفى عاقلة قبل مدة وجيزة , وأن الخبر تم بالتحريض من أشخاص يكنون له عداوة شخصية , وأن سبب الحملة الشرسة ضده هو فصل الدكتور يوسف بركات عن العمل لأسباب مهنية خاصة هو يعرفها وتجاوزات في العمل.
وفي الحديث عن أوضاع القسم السوري من مشفى عاقلة باعتباره مديراً له قال الدكتور:" أنا لست مدير القسم السوري من المشفى , بل أنا مدير الجمعية الراعية للمشفى ( SRD)ولا أتواجد بالمشفى إلا بزيارات خاطفة, هناك مدير للمشفى هو الدكتور ياسين أبو يحيى"
وعند سؤالنا عن كيفية استقبال الجرحى والمرضى داخل مشفى عاقلة أجاب:" نحن نستقبل المرضى الذين لا يملكون مفوضية, و أي جريح يأتي الى المشفى ضمن التخصصات وامكانيات المشفى يتم استقباله, و أنا أُكذب الكلام الذي يدعي أنا استقبلنا الحالات المستقرة فقط نحن نستقبل كل الحالات ضمن التخصصات والإمكانيات"
وفيما يخص قسم العناية المشددة المدعوم من قبل الحكومة السورية المؤقتة أكد :
د. سري عدم قدرة المشفى فتح القسم لعدم توافر الإمكانيات المادية الكافية , وال50 ألف دولار التي جاءت من الحكومة المؤقتة لا تكفي لفتح هذا القسم , لأنه بحاجة إلى 8 ممرضات و4 أطباء على الأقل براتب لا يقل عن 10 ألاف دولار شهرياً , كما أكد اعتذار وزير الصحة عدنان الحزوري عن تشغيل قسم العناية المشددة والالتزام بدفع المبالغ لتشغيل القسم.
اما عند تطرقنا لموضوع المشافي الميدانية , رد د.سري على بيانات المشافي قائلاً:" تم دعم كامل المشافي الميدانية بدرعا بشكل غير مباشر وخاصة مشفى طفس ومعربة وتل شهاب و عيسى عجاج و البلد,و الدكتور عبد الرحمن مسالمة مندوب srd بدرعا وكان يوزع بمعرفته ولم نفصح بذلك سابقاً والشاهد يدعى "أبو هادي"الذي كان يسلمه السيارة, وقد استلمت درعا 39 سيارة أدوية من الsrd والدكتور عبدالرحمن يعلم القسم الأكبر منها وكل ما يتم بعثه موثق ضمن قوانين الجمعيات"
وفي تناولنا لباقي القضاية الشائكة أجاب الدكتور سري :" تم القيام بعمل جبار بمبلغ قليل جدا لا يكفي 3 مرضى في مشفى خاص حيث تم استقبال 2500- 3000 مريض وإجراء100 عمل جراحي شهرياً , و حالات الولادة ليست كلها مغطاة أما حالات الاسعافية مغطاة بالكامل ضمن التخصصات , و لم تمكن من جلب طبيب أوعية لعدم وجود الدعم الكافي , كما لا يوجد داخل الجمعية غسيل للكلى أو حتى داخل مشفى عاقلة".
وفي نهاية حديثه أثنى الدكتور سري على جهود الكارد الطبي داخل مشفى عاقلة لإلتزامهم بالداوم بدون مرتبات, أثناء توقف الدعم عن المشفى من قبل الجهات الداعمة.
أجرى التحقيق: الصحفي إيلاف القداح التاريخ : 16/04/2014 ((تـــحــقــيـــق ))
الموقع الرسمي للتحقيق
0 تعليقات على " تحقيق مفصل عن القسم السوري من مشفى عاقلة في المملكة الأردنية عن ادارة Syria Relief & Development "
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.